لماذا تعتبر العلاقة بين الوالدين والطفل مهمة؟

ليس سرًا أن تربية الأطفال هي واحدة من أكثر الأدوار تحديًا في العالم. يمكن أن تكون الحياة الأسرية الحديثة مليئة بالضغوط، ومع وجود العديد من التحديات التي تواجه الأسر، ليس من السهل دائمًا التعامل معها. في النهاية، يسعى الآباء لتحقيق الأفضل لأطفالهم، ويمكن للعلاقة القوية بين الوالدين والطفل أن تؤدي إلى تجارب طفولة أفضل للأطفال.

في بعض أبحاثي الخاصة (see Said & Hua, 2019; Said, 2021a; 2021b; to appear 2022)، وجدت ان العلاقات الجيدة تساعد الأطفال على التواصل مع لغاتهم (في هذه الحالة اللغة العربية) لأن الأطفال لديهم علاقة جيدة مع والديهم. يبدو أن الأطفال الأصغر سنًا يرتبطون بالعربية لأنهم يشعرون بحب واهتمام الوالدين، بينما يستطيع الأطفال الأكبر سنًا التعبير عن رغبتهم في تعلم العربية أو الروسية لأنهم يشعرون بالقرب من والديهم عند القيام بذلك. في بعض الأحيان، قد ينشغل الاهل بتوصيل الأطفال إلى الدروس أو القراءة معهم أو تعليمهم كلمات جديدة يوميًا؛ ولكن لا تنسَ أن حبك واهتمامك لا يقل أهمية عن ذلك.

أهمية العلاقة بين الوالدين والطفل

1- الأطفال الذين يتمتعون بعلاقة جيدة مع والديهم سيكونون قادرين لاحقًا على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين في حياتهم. وقد أشار العديد من علماء النفس الأسريين إلى ذلك.

2- يؤكد الباحثون أن وجود علاقة جيدة مع الوالدين يمكن أن يساعد الأطفال على بناء روابط قوية مع أصدقائهم.

3- سيتمكن الأطفال أيضًا من حل مشاكلهم بمهارة أكبر نتيجة لتجاربهم في تكوين علاقة جيدة.

4- يتمتع الأطفال الذين لديهم علاقة جيدة مع والديهم بقدرة جيدة على التحكم في عواطفهم. وتساعدهم هذه المهارات على التعامل مع التوتر والمواقف الصعبة الأخر.

5- يقول الباحثون إن العلاقة الجيدة مع الطفل تساهم في تطوره الاجتماعي والمعرفي والعاطفي.

كيف يمكن تكوين علاقة قوية بين الوالدين والطفل؟

1- لاحظ ما يقومون به في حياتهم.

2- أبدِ اهتمامًا بما يحبونه وما يستهويهم من هوايات.

3- خصص وقتًا للاستماع إلى قصصهم وأفكارهم واطرح عليهم أسئلة شيقة.

4- طور أنشطة مشتركة يومية أو أسبوعية (مثل قراءة الكتب معًا، أو سرد القصص، أو لعب الألعاب بعد المدرسة أو في عطلة نهاية الأسبوع، أو طهي أشياء بسيطة مثل الحلوة، أو مشاهدة برنامج تلفزيونية ممتعة تحبونها معًا). ستساعد هذه الأنشطة الطفل على الشعور بأنه يمكنه مشاركة وقته الحر معك، مما يساهم في تطوير علاقتكما بطرق جديدة.

5- طريقة أخرى سهلة للتأكد من قيامكما بأنشطة مشتركة هي تناول الوجبات معًا كل يوم بعد المدرسة إن أمكن. يمكنك خلال ذلك أن تسأل الطفل عن يومه أو تخبره عن يومك، وكل ذلك يعزز الروابط بينكما.

6- أظهر لهم مشاعرك، وعبّر عنها بطرق مختلفة، سواء بالكلمات أو الأفعال الصغيرة. هذه التأكيدات البسيطة تساعد الطفل على الشعور بالأمان في علاقته معك.

تذكر أن كل هذه الأنشطة أو النصائح يمكن تنفيذها بلغتك، أو يمكن أن تتيح لك الفرصة لاستخدام لغتك للتعبير عن هذه المشاعر أو الحديث أثناء النشاط المشترك مع طفلك.

من المهم أن تجعل حياتك الأسرية وعلاقاتك مع أطفالك تتناسب مع أسرتك، حياتك، وثقافتك. من خلال بناء بيئة منزلية آمنة وعلاقة قوية مع طفلك، ستجعلهم سعداء وآمنين، وفي النهاية أفرادًا أقوياء في المجتمع. وربما من خلال علاقة قوية معك، سيحبون لغتك ويتعلمونها أيضًا.